لطالما نظرتُ في المرآة وشعرت أن هناك شيئًا لا يعكس حقيقة من أكون. لم يكن أنفي قبيحًا كما كان البعض يقول، لكنه كان دومًا مصدر عدم راحة داخلية لي. كنت أحاول تجاهل الأمر، أُقنع نفسي أن “الثقة بالنفس” لا تأتي من شكل الأنف… لكن الحقيقة؟ كنت أختبئ خلف ابتسامة مزيفة.
البداية: شعور مزمن بعدم الرضا
بدأت مشكلتي مع أنفي منذ المراهقة، حين بدأ الناس يُلاحظون انحناءه أو يعلّقون تجميل الأنف في دبي، ولو مازحين. عبارة مثل: “أنفك مميز!” كانت تُترجم في عقلي إلى “أنفك غريب”. وكل صورة تُلتقط من زاوية جانبية كانت تثير داخلي شعورًا بالانزعاج.
تطورت هذه المشاعر مع الوقت، وأثرت على ثقتي في العلاقات الاجتماعية والعملية. بدأت أتحاشى الكاميرا، أغيّر طريقة ابتسامتي، وحتى أُخفض رأسي أثناء الحديث.
القرار الصعب: التجميل ليس عيبًا
لفترة طويلة، كنت أرفض فكرة الجراحة. لكنني في لحظة مواجهة حقيقية مع نفسي، سألت: لمَ لا أسمح لنفسي بأن أكون مرتاحة في جلدي؟ هل الجمال السطحي هو العيب؟ أم إن إنكار احتياجاتي النفسية هو الخطأ الحقيقي؟
بدأت أبحث عن أفضل أطباء تجميل الأنف، وقرأت قصص تجارب، واستشرت مختصين. وفي النهاية، وجدت الطبيب الذي شعرت معه بالأمان والثقة. شرح لي كل تفاصيل العملية، وساعدني على تصوّر النتيجة بطريقة واقعية.
يوم العملية: خوف… وأمل
في يوم الجراحة، اختلطت المشاعر. كنت خائفة، نعم، لكن أكثر من ذلك، كنت متحمسة. العملية استغرقت ساعات قليلة، ولم أشعر بأي ألم حقيقي، فقط بعض التورم والانزعاج في الأيام الأولى. لكن لحظة إزالة الجبيرة… كانت لحظة مفصلية في حياتي.
النتيجة: أنا كما كنت أحلم
حين رأيت شكلي الجديد، بكيت. ليس لأن أنفي أصبح أصغر أو أكثر تناسقًا فحسب، بل لأنني أخيرًا رأيت الانعكاس الذي شعرت به داخلي طيلة حياتي. كانت النتيجة طبيعية، ناعمة، وكأنني ولدت بها.
كيف تغيّرت حياتي؟
-
ثقتي بنفسي تضاعفت: أصبحت أبتسم من القلب، أنظر في أعين الناس دون تردد، وأشعر بالارتياح أمام الكاميرا.
-
تقديري لذاتي ازداد: أدركت أن الاهتمام بمظهري لا يعني السطحية، بل هو امتداد لاحترام الذات.
-
تحرّرت من عبء نفسي: لم أعد أستنزف طاقتي في إخفاء جزء من وجهي أو التفكير بما يراه الآخرون.
كلمتي لكل من يفكر في العملية
عملية تجميل الأنف ليست مجرد تعديل جمالي، بل قد تكون خطوة نحو التصالح مع الذات. الأهم أن تفعلها لنفسك، وليس لإرضاء أحد. اختر الطبيب بعناية، وادخل التجربة برؤية واقعية وتوقعات متزنة.
أنا اليوم أكثر سعادة، لا لأن أنفي تغيّر، بل لأنني منحت نفسي الحق في التغيير